عظمة الكون واتساعه :
————————
المكالمة الأخيرة الصادرة عن موبايلك سارت بسرعة الضوء ( 300 ألف كم في الثانية ) لتصل للموبايل الآخر المقصود، بمعنى أن سرعة نقل مكالمتك عبر الموبايل يمكن أن تدور حول الكرة الارضية ( ٧ ) مرات تقريباً في الثانية الواحدة!!.
وعليه عندما تتحدث مع صديق في جزر الهاواي مثلاً التي تقع في النصف الآخر من الأرض سيصل كلامك إليه بأقل من ثانية. بينما ( جدلاً ) مكالمتك مع رائد فضاء على القمر ستستغرق ( 1.3 ) ثانية لتصل إلى مسمعه.
وحديثك ( جدلاً ) مع آخر في كوكب المريخ سيستغرق 4 دقائق وصولاً !! (يتغير حسب موقعه من الأرض) يعني تقول " السلام عليكم " وتنتظر 8 دقائق ذهاباً وأياباً لتسمع وعليكم السلام .!
ولكن عندما تتحدث مع أحد في سفينة فضائية تدور حول كوكب المشتري وتقول له: " كيف حالك " سيأتيك الجواب بعد ( 64 ) دقيقة تقريباً ( يتغير حسب موقعه من الأرض ) حتى تسمع الرد "بخير"!!.
بينما لو كان رائد الفضاء (جدلاً) قريباً من كوكب بلوتو وقلت له "السلام عليكم" سيأتيك الجواب "وعليكم السلام" بعد 11 ساعة تقريباً ( خمس ساعات ونصف ذهاباً ومثلها إياباً ) .
وفرضاً عندما تتحدث مع سفينة فضائية تدور حول نجم الشعرى اليمانية وتقول له "صباح الخير" سيأتيك الرد "صباح النور" بعد حوالي ( ( 17 سنة !!، علماً أن موجات مكالمتك سافرت في الفضاء بسرعة الضوء ( 300 ألف كم في الثانية ).
ولو كانت مكالمتك تستهدف رائد فضاء قريباً من نجم قلب العقرب على سبيل المثال لجاء الرد بعد ( 1100 سنة ) !!.
ولو كانت مكالمتك لمخلوقات عاقله ( إن وجدت ) في أقرب مجرة لنا ( مجرة المرأة المتسلسلة ) لجاء الرد بعد ( 4 مليون سنة تقريباً ) !!.
علماً أن سرعة المكالمة تسير بسرعة الضوء (300 ألف كم في الثانية )، يعني ان الضوء يقطع في السنة ( 9.5 تريليون كم ).
هنا استخدمنا ( كمثال ) سرعة وصول المكالمة وعودتها اليك من بعض الإجرام السماوية دلالةً على اتساع الكون وبعد هذه الإجرام السماوية عنا . وبهذه الطريقة المبسطة ستدرك بحق جانباً من سعة الكون!! ومن ثم عظمة الرب عز وجل ( فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) .....فعلاً عظيم عظيم .
ولو كنت تستهدف باتصالك طرف الكون ( المكتشف فقط ) لجاء الرد على مكالمتك ( إن كان هنالك أحد في طرف الكون ) بعد 312 مليار سنة تقريباً، علماً أن المكالمة تسير بأسرع سرعة عرفها البشر وهي سرعة الضوء ، ( لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون ).
تخيل كل هذا في السماء المعروفة والمكتشفة من قبل العلماء، ولا نعلم لحد الآن حدود السماء الدنيا
فضلاً عن السماء الثانية ، فكيف بالسابعة !!؟ ( أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها ).
ومع كل هذه العظمة في سعة الكون الذي لا تستطيع العقول إدراكه، فإن الخالق المالك المدبر يقول:
{ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }.
من هنا فقط تدرك جانباً يسيراً من البعد المكاني للجنة التي أنت موعود بها { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين }.
دمتم اخوتي الأعزاء متدبرين، متفكرين، متأملين، مأجورين { ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار }.
صلوا اخوتي جميعاً على الهادي البشير محمد صلوا عليه وسلموا تسليما.
منقول

تعليقات
إرسال تعليق